بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وعلى آله وأصحابه الطاهرين وبعد:
عَنْ صُهَيْبٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم) يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَىْءٍ لاَ نَفْهَمُهُ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ بِشَىْءٍ لاَ نَفْهَمُهُ فَقَالَ:"إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ أَعْجَبَهُ كَثْرَةُ قَوْمِهِ فَقَالَ مَنْ يَفِى لِهَؤُلاَءِ أَوْ مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلاَءِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ خَيِّرْ أَصْحَابَكَ بَيْنَ أَنْ نُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ أَوِ الْجُوعَ أَوِ الْمَوْتَ فَخَيَّرَهُمْ فَاخْتَارُوا الْمَوْتَ قَالَ فَمَاتَ مِنْهُمْ فِى ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا". قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم):"وَأَنَا أَقُولُ اللَّهُمَّ بِكَ أُقَاتِلُ وَبِكَ أُحَاوِلُ وَبِكَ أُصَاوِلُ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ"[رواه البيهقي وابن حبان في صحيحه. قال شعيب الأرنؤوط والألباني:"صحيح"].
شرح مفردات الحديث:
(وبك أقاتل): أي أعداءك. (وبك أحاول): أحاول: مأخوذ من المحاولة؛ أي بك أتحرك ... وقيل: معناه احتال أي اصرف كيد العدو واحتال لدفع مكرهم. من حال يحول حيلة، وأصله حولة. (وبك أصاول): أي أثب وأهاجم وأسطو وأقهر واحمل على العدو حتى اغلبه واستأصله. ومنه الصولة، بمعنى الحملة.
قال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص(197):"قوله بك أصول أي أسطو وأقهر وهو من المصاولة وهي المواثبة قوله وبك أحاول بالحاء المهملة أي أتحرك وقيل أحتال وقيل أدفع وأمنع وقيل أتحول".
أفاد الحديث:
1-إثبات الدعاء بعد المكتوبة.
2- ذم العجب.
3- الافتقار إلى الله تعالى، ولا حول ولا قوة للمرء إلا بالله.
والله تعالى أعلم
السبت، 9 شعبان1435هـ الموافق7/6/2014م